7‏/9‏/2017

نظام الحماية النشطة سراب (1، 2 ، 3)

عام 2012، بدأ مسلحون في سوريا باستخدام الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ATGM مثل 9M113 Konkurs و 9K115-2 Metis-M التي سرقت من مخزون الجيش العربي السوري. لم یسبب العدد المحدود لھذه الصواريخ مشكلة خطیرة للقوات المسلحة السوریة آنذاك، حیث استطاعت القوات السوریة التغلب علی العدد المحدود من الإصابات التي لحقت من هذه الجماعات.

تحول هذا الوضع تدريجيا عندما تم تزويد المسلحين من قبل مؤيديهم في الولايات المتحدة وتركيا ودول الخليج بالمزيد من ATGM. و التي شملت : 9M113 Konkurs و HJ-8 Red Arrow و BGM-71 TOW. تم تسليم هذه ATGM بأعداد كبيرة بما يكفي لإحداث تحول كبير في ساحة المعركة، وربما كان التحول الأهم عندما انسحب الجيش العربي السوري من مدينة إدلب في عام 2015 بعد أن استخدم مسلحو هذه الجماعات ATGM لتدمير ما يقدر بنحو 40 دبابة تابعة للجيش العربي السوري.



وبعد أن انسحبت الحكومة السورية من إدلب، درست المخابرات العسكرية السورية جوانب المعارك، وقدمت تقريرا شاملا إلى القيادة العليا السورية؛ مع اقتراح بأنه يجب معالجة التهديد الذي تنطوي عليه هذه التدابير وإزالته.
تناولت القيادة العليا السورية الوضع من خلال مناقشة الخيارات المتاحة، مثل شراء دروع حديثة و انظمة حماية من الاتحاد الروسي و بلدان في أوروبا الشرقية.
في هذا الوقت، قدم المركز السوري للبحوث العلمية (SSRC) حل بديل، و هو جهاز تشويش ضد جميع الصواريخ الموجهة SACLOS (القيادة شبه التلقائية إلى خط البصر) الموضوعة في موضع العمل منذ أوائل عام 2012.
اختارت القيادة العليا السورية دعم الحل الذي قدمه مركز الأبحاث العلمية السورية لعدة أسباب : العوامل الاقتصادية، وطول الفترة الزمنية اللازمة لجلب دروع جديدة إلى الجبهة، وحقيقة أن أي حل محلي يعني اعتمادا أقل على الخيارات الخارجية. وهكذا، أمرت القيادة العليا السورية جميع وكالات المخابرات السورية بتقديم كافة البيانات المطلوبة كما مساعدة SSRC.
ولتطوير حل محدد وصالح، كانت الخطوة الأولى هي ان تتعرف SSRC على ما كانت الدبابات تواجهه في الخطوط الأمامية؛ مثل BGM-71 TOW. وكانت المرة الأولى التي صادفه فيها السوريون و حصلو على اعداد منه خلال حرب 1973 ضد إسرائيل ثم في لبنان خلال حرب 1982 و اخيرا حصل الجيش السوري بشكل محدود على النسخة الإيرانية "طوفان" للصاروخ TOW. ومع ذلك، كان على SSRC أن تحصل على عدد من عينات BGM-71 TOW التي كانت تستخدم بالفعل من قبل المسلحين في سوريا.

وكانت أول صواريخ BGM-71 TOW التي استولت عليها القوات المسلحة السورية عام 2014، بحيث أدت عملية مشتركة مع حزب الله إلى الاستيلاء على ثلاثة صواريخ وقاذفة . في حين تمكنت وكالات الاستخبارات السورية من توفير عدد من الاصدارات المختلفة للصاروخ باستخدام العديد من الأساليب. كانت أبسطها شراء الصواريخ من المسلحين مباشرة باستخدام افراد المخابرات العسكرية السورية الذين كانوا قادرين على شراء 18 صواريخ وثلاث قاذفات من تشكيل الجيش السوري الحر في جنوب سوريا. تمكنت قوات المخابرات السورية التابعة لسلاح الجو السوري من الاستيلاء على صاروخين وقاذفتين في إدلب من مجموعة صقور الغاب. مخابرات القوات الجوية للجيش السوري زرعت قائدا لمجموعة في جنوب سوريا - القوات القبلية للجيش الحر - و قدم القائد صاروخين آخرين وقاذفة واحدة. كل هذا حدث في نفس الفترة الزمنية عندما تم نشر القوات الجوية الروسية في سوريا في أواخر عام 2015 .
بعد أن تم تزويد SSRC بما تحتاج إليه، تمكنوا من بدء أخر مرحلة اختبار للنظام النشط الذي بنوه . طريقة عمل النظام بسيطة جدا، النظام الجديد يولد ويحاكي إشارة الأشعة تحت الحمراء من على الجزء الخلفي للصواريخ مما يوفر معلومات استهداف كاذبة لمنصة إطلاق الصاروخ الموجه SACLOS ، وبالتالي فإن القاذفات تعطي معلومات كاذبة إلى ATGM نفسه وهذا يعني أن الصاروخ سينتهي به الامر بخسارة وفقدان هدفه.
تم وضع أول نموذج أولي للسراب على دبابة T-62 - الدبابة المفضلة لاختبار أي نظام بالنسبة لل SSRC - لاستخدام في خط  الجبهة . أعطيت الأولوية للمجال الاقتصادي، حيث كان هناك حاجة ماسة إلى وجود نظام يمكن إنتاجه بكميات كبيرة، ويمكن تركيبه على العديد من أنواع المركبات المختلفة. وكان النموذج الأولي بتصميم ابتدائي خشن rugged ، مع خطة ترقية مستقبلية لحزمة حماية كاملة .


أول اختبار للنظام في المعارك حصل في خناصر في الريف الجنوبي لحلب حيث حقق النظام نجاحاته الأولى ضد قاذفة صواريخ لداعش من نوع  9M113 Konkurs
ثم تم إرسال الدبابة إلى ريف اللاذقية لمزيد من الاختبارات القتالية، وهنا واجهت أول أنظمة BGM-71 TOW و شوشت بنجاح عليها . واستنادا إلى النتائج التي أسفرت عن تجربتي القتال هذه، تم اعتماد النظام من قبل وزارة الدفاع السورية فورا، وبمجرد اعتماد جهاز التشويش الاول بدأت SSRC برنامجها الإنتاجي على نطاق واسع وبدأت العمل على ترقية النظام في الوقت ذاته.


وكان للاصدار الأول سراب -1 فعالية أكثر من 80٪ ضد جميع الصواريخ الموجهة SACLOS،مستخدم إما بواعث IR أو LED اعتمادا على نموذج الإنتاج، و يمكن أن يعمل لمدة 6 ساعات متواصلة، ويمكن تركيبه بسهولة على جميع المركبات فضلا عن نقاط التفتيش الثابتة والنقاط الدفاعية.





وقد شوهدت آثار نظام سراب -1 على جبهات ريف جنوب غرب حلب، حيث شهدت احصائيات الخسائر للمدرعات انخفاضا كبيرا  وبالتالي بدأ المسلحون باستخدام صواريخ BGM-71 TOW على المركبات التي تفتقر للسراب -1 في محاولة لتسجيل نتائج بعد فشل ضرب أهداف المدرعة للجيش السوري.

على الرغم من أن الاصدار الاول (سراب-1) حقق نجاحا كبيرا في ساحة المعركة، فقد كان له عدد من العيوب مثل حاجته لمصدر طاقة كبير عندما يتم وصله إلى النظام الكهربائي للمركبة. وأدى النظام أيضا إلى تقصير عمر بطاريات المركبات، ولم يكن قادرا على التكيف مع العوامل البيئية القاسية كما كان مقررا.
وهكذا استعيض عنه بالاصدار الأحدث و أكثر ديمومة (سراب -2) . 


و يستخدم نظام (سراب-2) بواعث جديدة و جهز ببطاريات جديدة أكثر قوة كمصدر للطاقة مما زاد من وقت تشغيله إلى 10 ساعات قبل أن يتطلب اعادة شحنه، وتم تركيبه في حاوية خارجية أكثر ديمومة محيطة يالنظام بشكل كامل موفرة مزيد من الحماية للنظام.



وفيما يتعلق بفعاليته القتالية، فقد حقق النظام نجاحا كبيرا في عمليات تحرير حلب في عام 2016 حيث قام المسلحون الذين أطلقوا صواريخ BGM-71 TOW بتوجيه صواريخهم بشكل حصري تقريبا ضد المشاة والتحصينات حيث كان استخدام ATGM ضد دروع الجيش السوري يحقق نسبة نجاح محدودة جدا لأنها لم تكن قادرة على تسجيل أي ضربات على مركبات المشاة قتال و دبابة القتال رئيسي ( المستخدمة للنظام ! ).
وبعد أن عالج مركز البحوث العلمية السورية جميع قضايا التصميم في سراب -1 من خلال تطوير نظام سراب -2، تحولت جهوده إلى تطوير نظام كامل للقتل السهل أو نظام اجراء مضاد سلبي . بدلا من نظام تشويش فقط. الصور المعروضة أعلاه هي أحدث الصور للسراب-3، على دبابة T-62 التي دائما ما كانت الدبابة المفضلة لاختبار الترقيات والتعديلات.


هنا نرى مجموعة أخرى من العدسات التي يمكن أن تكون نوع مختلف من البواعث أو أجهزة استشعار للإضاءة الليزرية للصواريخ الموجهة الواردة . أيضا النظام الجديد سراب -3 يغطي 360 درجة حيث تغطي النماذج القديمة فقط ~ 180 درجة .



وبغض النظر عن ما يعتقده الخبراء عن هذه الأنظمة، فإنه لا يمكن إنكار أن خسائر المدرعات الثقيلة والخفيفة قد انخفضت بشكل ملحوظ بعد اعتماد هذه الأنظمة في الخدمة.

المصدر

0 التعليقات:

إرسال تعليق