28‏/1‏/2017

تحليل رقمي لفعالية حماية الانظمة الشبكية ضد مقذوفات الشحنة المشكلة

نبذة مختصرة :

 يرد تحليل لفعالية نوعين من النظم الشبكية net systems لحماية المركبات ضد المقذوفات ذات الراس الحربي التراكمي cumulative  (شحنة مشكلة shaped charge ) في هذه المقالة
 تم إنشاء نماذج رقمية لحواجز او ستائر الشبكة net screens  وقذيفة PG7-WM لمحاكاة اختراق المقذوف للحاجز. استخدمت التحليلات الرقمية لتحديد المسافة القصوى في اتجاه شعاعي من محور المقذوف الى الموضع الذي يجب على عناصر الحاجز ان تكون فيه على اتصال مع القذيفة لتحييدها. حددت المسافات بحساب احتمال إبطال مفعول القذائف بواسطة النظم الشبكية .
أجريت حسابات من اجل زوايا الارتفاع والسمت من α = 0 - 45 . استخدمت القيم المحسوبة بمثل هذه الطريقة لجعل الرسوم البيانية لقذيفة PG-7WM تحيد احتماليا بواسطة نوعين نظم الشبكة بدلالة حجم فتحة الشبكة و بدلالة زوايا السمت والارتفاع و أحجام فتحات الشبكة المختلفة. ويمكن استخدام النتائج المتحصل عليها  لتحسين هندسة  انظمة الشبكة لزيادة فعاليتها في تحييد القذائف.

1. المقدمة :

قاذفة قنابل الدفع الصاروخي rocket propelled grenade المحمولة المضادة للدبابات RPG-7 هي واحدة من منظومات الأسلحة الأكثر استخداما في العالم. وهذا عائد لعلاقة المنفعة بين فعالية تدمير الأهداف المدرعة (اعتمادا على نوع القذيفة بقدرة اختراق لدروع الصلب RHA بين  200 - 900 ملم) و تكلفة الإنتاج الصغيرة .
 نظرا لمزايا مثل بساطة التصميم، والموثوقية والفعالية و بساطة  المناولة بدون تدريب لفترة طويلة RPG-7 أصبح مشهود له من قبل العديد من المنظمات الإرهابية وقوات حرب العصابات في جميع أنحاء العالم. RPG-7  واحد من التهديدات الرئيسية لجنود التحالف في العراق وأفغانستان. ووفقا لإحصائيات الإصابات الناجمة عن الشظايا التي تحدث نتيجة اطلاق النيران فقد اعتبرت هي ثاني أكثر الأسباب شيوعا للاصابات الموت في هذه المهام.

الشكل 1 : اسباب اصابات الموت للجنود خلال المهمات في العراق و افغانستان بين 2001-2010




الفعالية العالية لل RPG-7 ناتجة عن خصائص قذائفه الصاروخية التي تحوي رؤوس حربية تراكمية. في مثل هذه القذائف تفجير الشحنة المتفجرة المشكلة يولد نفاث تراكمي cumulative jet من المعدن السائل liquid metal يتحرك بسرعة 5 - 10 كم / ث. و نظرا للفعالية العالية للمقذوفات برأس حربي تراكمي واستخدامها على نطاق واسع فأنه من المهم تطوير حماية فعالة ضدها. وتستخدم أربعة أنواع رئيسية من الدروع للحماية من القذائف التي تحوي الرؤوس التراكمية :
- انظمة دفاع نشطة Active defence systems  تستخدم أجهزة استشعار لمراقبة المنطقة المحيطة بالمركبة المحمية و بعد الكشف عن وجود قذيفة واردة  النظام يطلق مضاداته للقذائف من أجل تحييد القذيفة  على مسافة من المركبة المحمية، على شاكلة انظمة Arena (الروسية)،  Iron Fist (الإسرائيلية)
- الدروع التفاعلية  Reactive armours  تحتوي على عنصر متفجر ينفجر عندما يخترق النفاث التراكمي الدرع ما يعطل تشكيل النفاث  ويقلل من عمق اختراق الدروع ، مثال، Kaktus (روسيا)، RMOR-A (المملكة المتحدة)؛ Blazer (إسرائيل)، ERAWA (بولندا)
- الدروع السلبية بسمك مناسب  Passive armours of appropriate thickness  بواسطة المواد العالية المقاومة  يتم ابطاء نفاث الشحنة المشكلة في حجم معين من الدروع  على سبيل المثال، درع الصلب والدرع السيراميك  والدرع المركب ، وما إلى ذلك؛
- الدروع السلبية بشكل مناسب Passive armours of appropriate shape  هدف هذه الدروع هو منع تشكيل نفاث الشحنة المشكلة ،مثل دروع القضبان، و الانظمة الشبكية : SidePro-LASSO  (سويسرا)، Q-net (المملكة المتحدة)، الخ.
عيب  الدروع النشطة هو أنه بعد تفعيلها الشظايا قد تضرب قوات المشاة في محيط المركبة المهاجمة. بسبب ذلك، وأيضا من أجل التكاليف الاقتصادية (تكلفة النظام  أعلى من تكلفة المركبة المحمية) ولأسباب حركية ( بوزن كبير جدا يقلل من حركية من مركبة المحمية)  فان انظمة الشبكة الرخيصة والخفيفة هي اكثر من يستخدم الآن  لحماية المركبات الغير مدرعة او المدرعة بشكل خفيف  ضد مقذوفات الرؤوس التراكمية.

2. مبادئ تشغيل قذائف PG-7WM و الانظمة الشبكية

قذيفة PG-7WM هي نسخة معدلة من  القذيفة المعيارية PG-7  مع رفع قدرة الاختراق للدروع (تصل إلى 330 ملم RHA)، قطر  اصغر (70.5 ملم)، وزيادة في الدقة و في سرعة الفوهة . تتكون القذيفة من أربعة مكونات رئيسية ( انظر الشكل 2).
عندما تضرب القذيفة الهدف فالعنصر الكهرضغطي  الذي يقع في جزء صمام الراس ينضغط . وبهذه الطريقة يتم إنشاء نبضات كهربائية. هناك نوعان من الدوائر الكهربائية في القذيفة: خارجية (الشكل 3 باللون الأزرق) و داخلية (الشكل 3 باللون الأحمر). والنبضات الكهربائية  تنتقل عبر الدوائر الداخلية إلى الجزء السفلي من الصمام وتفجر المتفجرات مما ينتج موجة ضغط pressure wave على مواد بطانة الشحنة المشكلة مما يشكل نفاث تراكمي. النفاث لديه شكل معدن سائل و يتحرك بسرعة 5 - 10 كم / ثانية.

الشكل 2 : رسم تخطيطي لقذيفة PG-7WM


الحواجز الشبكية (الشكل 4) يتم تثبيتها على مسافة  30 - 50 سم من سطح المركبة المحمية. مهمتها هي منع تشكيل نفاث الشحنة المشكلة من خلال استغلال آليتين. في أول آلية عناصر الشبكة تشوه الغطاء الباليستي  للقذيفة تتحقق هذه الطريقة الاتصال مع المخروط  التوصيلي conductive cone . هذا يتسبب في حدوث ماس كهربائي  short-circuited لدارة الصمام وبالتالي ليس هناك تفجير للمتفجرات . أما الآلية الثانية فتكون  بتشويه بطانة الشحنة المشكلة  والمتفجرات في قذيفة.

الشكل 3 : مقطع عرضي للراس الحربي لقذيفة PG-7WM :
 1 - غطاء الصمام، 2 - العنصر الكهرضغطي، 3 -الشبكة 4 - العازل، 5 - جسم الصمام 6 - مفصل، 7 - عازل كمام، 8 - الغطاء البالستي، 9 - مخروط موصل، 10 - حلقة قفل، 11 - بطانة شحنة مشكلة  12 - حلقة عازلة، 13 - المتفجرات، 14 - جسم  الراس الحربي، 15 -موصل، 16 - الغلاف، 17 - عازل، 18 - كم (بضم الكاف)  19 - الجزء السفلي من الصمام، 20 - حلقة قفل

دقة صناعة الرؤوس الحربية التراكمية تقرر فعاليتها. المقذوف له اختراق اقصى بابعاد سماحية dimensional tolerances لبطانة الشحنة المشكلة وانفجار ضاغط  تكون (اقل او تساوي )  ≤ 0.05 ملم وسماح شعاعي ≤ 0.03 ملم. قدرة اختراق الدروع من نفاث الشحنة المشكلة تنقص مع زيادة عدم الدقة في الإنتاج أو عدم الدقة في تجميع مكونات القذيفة.


الشكل 4 : امثلة عن انظمة الحماية الشبكية : a - نظام Tarian® الذي تصنعه Amsafe Bridport و b - نظام Q-net تصنعه Qinetiq و  c - نظام SidePro-LASSO تصنعه Ruag ( الارقام المرفقة هي مراجع في الوثيقة )

اعتمادا على مستوى تشويه البطانة والمفجر من قبل مكونات الحاجز الشبكي عند اختراق المقذوف فتشكيل نفاث الشحنة المشكلة يضطرب أو ينقطع تماما. و بعدها يكون آثر تأثير القذيفة على  درع المركبة الاصلي مشابه لانفجار بسيط من المتفجرات الواردة في القذيفة
قد تعمل الآليات المذكورة بشرط أن لا يحدث اتصال بين صمام القذيفة وعناصر من هيكل الحاجز الشبكي ( على الصمام أن يمر عبر فتحة الشبكة). لذلك، خلال تصميم الحواجز الشبكية من الضروري تصميم هيكل هندسي على الشكل الامثل  لها ( تحديدا حجم فتحة الشبكة) لزيادة احتمال إبطال مفعول القذيفة.
احتمال إبطال مفعول القذائف ذات الرأس الحربي التراكمي من قبل الأنظمة الشبكية قد درست بالفعل في كتب سابقة
ومع ذلك، هذه الأعمال اعتمد فيها كتابها على الحسابات التحليلية فقط، و لا تعطي اعتبار لخواص المواد التي تتكون منها الحواجز الشبكية والقذيفة  (المقاومة، والصلابة، وما إلى ذلك).بالإضافة ان المؤلفين في هذه التحليلات يفترضون خطأ أن أي اتصال بين الحاجز و القذيفة (باستثناء حالة اتصال الصمام) يضمن تحييد قذيفة، في حين أنه في الواقع هناك عتبة مسافة distance threshold  من محور قذيفة في الاتجاه الشعاعي الفوقي  والتي يكون فيها تشوه اتصال الرأس الحربي بواسطة مكونات الشبكة  غير كافي، و يستمر تشكل نفاث الشحنة المشكلة. و الهدف من هذا التحليل الرقمي تحديد هذا الحد من المسافة واستخدامه في حساب احتمال فعالية عمل الانظمة الشبكية .

3. النماذج الرقمية للحواجز الشبكية

تم إنشاء نماذج رقمية من الحواجز الشبكية اعتمادا على  حلول تصميمية موجودة. تم إعتماد نماذج لنوعين من النظم. النوع الأول كان شبكة مصنوعة من أسلاك الفولاذ عالي المقاومة بقطر 4 ملم (الشكل 5). والنوع الثاني هو شبكة من سلاسل الأراميد تحوي عقد تتكون من موشور مثبت من الصلب في قاعدة سداسية (الشكل 6).
لتوصيف المواد الفولاذية تم استخدام نموذج جونسون كوك Johnson-Cook للمقاومة و الفشل . تم تشكيل سلاسل الأراميد بطريقة مبسطة، على افتراض أن مادته لديها طابع موحد الخواص. كما استخدم نموذج مواد لفون ميزس Von Mises و معادلة حالة الصدمة (Gruneisen) و نموذج الهيدرو للفشل (Pmin).

الشكل 5 : نموذج رقمي لحاجز الشبكة من النوع 1
الشكل 6 : نموذج رقمي لحاجز الشبكة من النوع 2


للتفريد المكاني spatial discretization  للسلاسل استعملت عناصر رباعية الاضلاع صلبة (TETRA) و بنيت أجزاء الصلب من الحاجز من عناصر صلبة ثمانية العقد (HEX) واستخدم مستوي تماثلي مما قلل العناصر المحدودة finite elements بنسبة 50٪. إجمالي عدد العناصر المستخدمة في النماذج الرقمية للنوع الأول من الحواجز يعتمد على حجم فتحات الشبكة و يصل إلى 90000 - 110000 من العناصر المحدودة وفي حالة الحاجز من النوع الثاني فهو يصل إلى 120000- 140000 من العناصر المحدودة.

4. النموذج الرقمي للقذيفة

تم إنشاء نموذج رقمي لقذيفة PG7-WM اعتمادا على الوثائق التقنية. ويتكون هذا النموذج من 38 جزء من المواد المناسبة المحددة. لتوصيف المواد تم استخدام عدد قليل من النماذج المواد المتاحة في برنامج ANSYS Autodyn مثل: جونسون كوك، فون ميزس، و Elastic and Piecewise JC. تم أخذ البيانات من أجل النماذج الرقمية  من الكتب  ومن المكتبة المادية لل ANSYS Autodyn.
المفاصل بين الأجزاء نفذت بنموذج Bonded للوصل. تعريض المفاصل المترابطة والمفاصل بين الأجزاء لتشوهات تم نمذجته بواسطة نموذج Bonded Breakable للوصل مع قيم مناسبة من القوى والاجهادات التي تكسر المفاصل.

الشكل 7 : تفريد لنموذج رقمي للراس الحربي للقذيفة 


التفريد المكاني السداسي الاضلاع (HEX) و الرباعي الاضلاع (TETRA) استخدم فيه عناصر حجمية و لا تتجاوز حصة الاخيرة نسبة 2٪ من العناصر.
 تم نمذجة أجزاء القذيفة التي تتعرض للتشوهات (الغطاء الباليستي، المخروط، الرأس الحربي، البطانة، الخ) بعناصر محدودة أصغر. واستخدم مستوي تماثلي . وأخيرا النموذج الرقمي للقذيفة (الشكل 7) بني ب 190991 من العناصر المحدودة.
في التحليل كانت السرعة الاولية للقذيفة هي 230 م / ث وسرعة دوران حذفت.

5. التحليلات الرقمية

احدثت محاكاة تفاعل بين نوعين من الحواجز الشبكية  و قذيفة PG7-WM باستخدام برنامج ANSYS Autodyn. تم الاشتباك  لتحديد المسافة القصوى الشعاعية من محور المقذوف التي فيها القذيفة يجب ان تحيد بعد الاتصال مع عناصر الشبكة(حدوث ماس كهربائي في دارة الصمام أو تشوه بطانة الشحنة المشكلة والمتفجرات). تم إجراء التفاعل بين عناصر المحاكاة باستخدام اجراء  يستند إلى وظيفة “Penalty”.
الغرض من التحليلات الرقمية  كان ان تكون المحاكاة للقذيفة وهي تخترق دائما مركز فتحة الشبكة.  و من بين جميع السيناريوهات المحتملة للاختراق  بدون وجود لأي اتصال بين الصمام وعناصر الحاجز ، كان البحث عن اكثر خيارغير مواتي لنظام حماية بحيث يتسبب بتشوهات للرؤوس الحربية بحجم قليل. حسن سير العمل في الحاجز عندما يتم اختراق وسط فتحة الشبكة بقذيفة يعني أن كل نقطة أخرى تضرب في نظام الحماية سوف تأدي وظيفتها شريطة أن لا يكون هناك أي اتصال بين الصمام وعناصر الحاجز.
وقد أجريت الكثير من التحليلات الرقمية اعتمادا على الخصائص التالية:
- تم تغيير حجم فتحات الشبكة من حجم القطر الخارجي للقذيفة (70.5 ملم)  الى ان يصل إلى الحد الأقصى لحجم فتحة الشبكة التي تكفل تحييد القذيفة.
- تم تغيير زوايا الارتفاع والسمت للقذيفة ( ميل القذيفة في مواجهة سطح الشبكة) من زاوية اختراق عمودي للقذيفة على الحاجز (زاوية 0 درجة) للاختراق في زاوية 45 درجة.
ويبين الشكل 8 مثال على نتائج التحليلات الرقمية التي تم خلالها تقييم مستوى تشويه الحاجز للراس الحربي للقذيفة المخترقة و يعرض الشكل تشوهات الشبكة والراس  الحربي للقذيفة في لحظات مختلفة  خلال اختراق الحاجز. وبلغ  حجم فتحة الشبكة للحاجزمن نوع 1  مقدار 55.5 ملم، والحاجز من النوع 2 كان يبلغ 56.5 ملم.بحيث كانت هذه  هي الأحجام القصوى التي لوحظت فيها آلية واحدة على الأقل تنجح في إبطال مفعول القذيفة.

الشكل 8 : تشوهات الحواجز و الراس الحربي لقذيفة PG-7WM في لحظات مختارة خلال اختراق عمودي للحواجز
الشكل 9 : تشوهات الحواجز و الراس الحربي لقذيفة PG-7WM في لحظات مختارة خلال اختراق للحواجز بزاوية 45 درجة


كانت أنصاف أقطار الدوائر الداخلة او المحوطة  circles inscribed  في الأحجام القصوى المحددة لفتحات  حاجز الشبكة  تمثل المسافات الاشعاعية القصوى المبحوثة  من محور القذيفة  حيث تكون فيها قذيفة في الاتصال مع عناصر الحاجز من أجل أن تحيد. استخدمت المسافات القصوى المحددة لحساب احتمال الحماية من قبل الأنظمة الشبكية.
مع زيادة زوايا السمت والارتفاع  لوحظ زيادة مستوى تشوه الرأس حربي المهاجم للقذيفة  نتيجة لانخفاض التخليص clearance لفتحات الشبكة من القذيفة الواردة. للأسف كان خطر الاحتكاك بين صمام الراس الحربي وعناصر من الحاجز مرتفعة مع امكانية لتشكيل نفاث شحنة مشكلة (الشكل 9).

6. حساب احتمال تحييد المقذوفات من قبل أنظمة حواجز الشبكات

التحليلات السابقة لهذا التحليل لاحتمال الحماية ضد القذائف ذات الراس الحربي ذي الشحنة المشكلة من قبل أنظمة الحواجز الشبكية استندت فقط على الحسابات التحليلية دون أي اعتبار لخصائص (المقاومة، و الصلابة، وغيرها)  المواد المصنوع منها الحاجز و القذيفة و افترضت هذه التحليلات أن أي اتصال بين عناصر النظام والقذيفة (ما عدا الصمام) يضمن تحييد القذيفة.
لقد أثبتت التحليلات الرقمية انه من اجل تحييد قذيفة PG-7WM  يتطلب من عناصر حاجز الشبكة أن لا تكون في اتصال مع قذيفة على مسافات شعاعية أصغر من 27.75 ملم - بالنسبة لحاجز الشبكة من النوع الأول، و28.25 ملم - لحاجز الشبكة من النوع الثاني التي تقاس ابتدأ من محور القذيفة . و الأقطار التي تؤخذ بعين الاعتبار في احتساب احتمال تحييد قذيفة  PG7WM  لا تساوي 70.5 ملم (قطر المقذوف) ولكن هي القطر الاقصى للنوع الاول (DmaxI ) بقيمة 55.5 ملم و القطر الاقصى للنوع الثاني (DmaxII)  بقيمة 56.5 ملم .
و ترد طريقة حساب احتمال إبطال مفعول القذيفة  بالحواجز الشبكية  في الشكل التخطيطي 10، حيث مع اللون الأخضرنميز نقاط الاختراق للقذيفة التي سيتم تحييدها فيها ومع اللون الأحمر يتم تميز نقاط  اختراق القذيفة  التي سيتصل فيها الصمام مع الحاجز (المنطقة الحمراء الخارجية) أوالتي يكون فيها تشويه القذيفة غير كافية لتحييدها (المنطقة الحمراء الداخلية). يتم احتساب احتمال إبطال مفعول القذيفة بنسبة مساحة فتحة الشبكة التي تكون فيها قادرة على تحييد القذيفة إلى المساحة الإجمالية للفتحة .

الشكل 10 :  اسلوب لحساب احتمالية تحييد القذيفة بواسطة الحواجز في حالة اختراق عمودي a – النوع الاول  b – النوع الثاني 
الشكل 11 : رسم بياني لاحتمالية تحييد قذيفة PG-7WM بدلالة حجم فتحة الشبكة لكلا النوعين من حواجز الشبكة 


استخدمت القيم المحسوبة بهذه الطريقة لوضع الرسم البياني لاحتمال تحييد قذيفة PG 7WM في دالة مع حجم فتحة الشبكة لكلا النوعين من حواجز الشبكات (شكل 11) والرسم البياني للاحتمال تحييد قذيفة PG7WM  في دالة مع زوايا  الارتفاع والسمت (الشكل 12، و 13) وفي دالة مع زوايا السمت والارتفاع مجتمعة (الشكل 14) لمختلف أحجام فتحات الشبكة لكلا النوعين من لحواجز الشبكات .

7. الخلاصة :

استنادا على النتائج المتلقات يمكن القول أنه في حالة الاختراقات العمودية فعالية حواجز الشبكات من النوع الثاني أعلى قليلا من النوع الأول (حوالي 2٪) لأحجام فتحة شبكة > 40 ملم. لكن فعالية حواجز الشبكات من النوع الثاني تنخفض أسرع من النوع الأول مع زيادة زوايا الارتفاع والسمت. احتمال الحد الأقصى لتحييد قذيفة PG-7WM (حوالي 40٪) هو في حجم فتحة شبكة من 70.5 ملم المعادلة لقطر القذيفة. ولكن السبب في عدم اعتبار هذه القيمة انه هناك خطر  4٪ للنوع الأول و 3٪ للنوع الثاني ان  تمر القذيفة من خلال حاجز الشبكة دون ضرر و تنشط على سطح المركبة.

الشكل 12 : الرسم البياني لاحتمالية تحييد قذيفة PG-7WM بدلالة زوايا السمت و الارتفاع لاحجام مختلفة لفتحة الشبكة في حاجز الشبكة من النوع الاول
الشكل 13 : الرسم البياني لاحتمالية تحييد قذيفة PG-7WM بدلالة زوايا السمت و الارتفاع لاحجام مختلفة لفتحة الشبكة في حاجز الشبكة من النوع الثاني 


الأحجام القصوى لفتحات حاجز الشبكة ، دون أي خطر أن تمر القذيفة دون اضرار على الحاجز  هي 55.5 ملم للنوع الأول من الحواجز (33٪ فرصة لتحييد القذيفة في اختراق عمودي) و 56.5 ملم لنوع الحاجز الثاني (34٪ فرصة لتحييد القذيفة في اختراق عمودي). ووفقا للكتابات عن الموضوع فاختراق نفاث الشحنة المشكلة يقل حسب المسافة بين نقطة التفجير  point of detonation  و زوائد الشيء المثقوب perforated object increases ( نتحدث هنا عن البعد بين الدروع) (من اجل مسافة 80 سم اختراق الدروع يقلل مرتين). بأخذ هذه الظاهرة الفيزيائية في الاعتبار فأنه من الأفضل أن تنفجر القذيفة وتبدء في تشكيل نفاث الشحنة المشكلة في عناصر الحاجز الشبكي على ان يحدث ذلك على  سطح المركبة.
استنادا على النتائج الواردة من التحليل لابد من ذكر أن اختيار الحجم الأمثل لفتحة الشبكة غامض نوعا ما ويجب مراعاة الجوانب التالية فيه :
- تحليل تضاريس الصور البيانية  terrain profiles حيث تشغل الحماية على المركبة
- تحليل خصائص التهديد من انواع القذائف التي تستخدمها وحدات العدو

الشكل 14 : رسم بياني لاحتمالية تحييد قذيفة PG-7WM بدلالة زيادة متزامنة لزوايا السمت والارتفاع لاحجام مختلفة من فتحة الشبكة لكلا النوعين من حواجز الشبكة 

في المناطق المسطحة flat areas  هجمات القذائف تكون عموما في زوايا ارتفاع منخفضة وحجم فتحات الشبكة هنا من الافضل ان يكون اصغر. في المناطق الحضرية urban areas قد تحدث هجمات من طوابق العليا من المباني وحجم فتحات الشبكة هنا يجب أن يكون أكبر.
من العوامل الهامة التي تؤثر على الحجم الأمثل لفتحة شبكة نظام الحماية هي الشكل الهندسي للقذيفة المهاجمة  وخصوصا النسبة بين قطر صمام الجزء الامامي والرأس الحربي ككل.  ورقة تحليل هجمات لقذيفة PG7WM  تقول ان قطر الرأس الحربي 70.5 ملم وقطر صمامه WP-7 هو 21.4 ملم. القذيفة القياسية التي تطلق من قاذفة ار بي جي 7 لديها نفس الصمام لكن قطر الرأس الحربي أكبر (مثل PG-7W - قطره 85 ملم وPG-7WL - قطره 93 ملم). انطلاقا من النسبة الأكبر لقطر الرؤوس الحربية مع قطر الصمام في مقذوفات PG7 القياسية فاستخدام فتحات شبكة اكبر توفر المزيد من فرص لتحييد القذيفة القياسية PG-7 اكثر من قذيفة PG-7WM .

المصدر ملف pdf بنفس العنوان NUMERICAL ANALYSIS OF EFFECTIVENESS FOR VEHICLE NET SYSTEMS PROTECTING AGAINST SHAPED CHARGE PROJECTILES لكاتبه Paweł PODGÓRZAK صادر من المعهد العسكري لتقنية التسليح (بولندا) Military Institute of Armament Technology

26‏/1‏/2017

المركبة المدرعة تيتوس TITUS

الوصف

تيتوس TITUS (نظام نفعي و ناقل مشاة تكتيكي) (Tactical Infantry Transport & Utility System) هي  جيل جديد من المركبات المدرعات ناقلة الافراد 6X6  تم تصميمها وتصنيعها من قبل شركة الدفاع الفرنسية نكستر Nexter. كشف النقاب عن المركبة في معرض DSEI 2013 في المملكة المتحدة  في سبتمبر 2013.و من خلال مستوى لا مثيل له من النمطية  او الوظائف الجزئية modularity  القائم على لوازم المهام القتالية  و لوازم البيئة التشغيلية وعائلة واسعة من الاصدارت، مدرعة  تيتوس قادرة على تلبية مجموعة كاملة من المهام من نقل المشاة إلى المهام القتالية، و الدعم القتالي و وظائف دعم الخدمة القتالية، في أي شكل من انواع الالتزامات المحتمل حدوثها في صراع الهجين hybrid conflict .



 في معرض DSEI  2013، قال فيليب بيرتن  Philippe Burtin، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة نكستر أن عائلة تيتوس أخذت سنتين من التطوير الداخلي والاستثمار من  الشركة و وفرت حل مركبة مدرعة مدولبة فعالة من حيث التكلفة. وقد تم تصميم تيتوس لتلبية حاجات الأسواق العسكرية لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا.
 وافقت شركة تاترا للشاحنات TATRA TRUCKS  وشركة انظمة نكستر NEXTER SYSTEMS ان يعززا تعاونهما من اجل مركبة حالة الفن state-of-the-art  ( كناية على قمة التكنولوجيا) الجديدة تيتوس ار TITUS® و هي مركبة مدرعة متعددة المهام مبنية على اساس هيكل شاحنات 6X6)  TATRA) المعدلة . وبموجب شروط الاتفاق، الموقعة في معرض آيدكس  IDEX في أبو ظبي، ف TATRA TRUCKS ستكون مسؤولة كمقاول رئيسي لإعداد العروض ودمج مركباتTITUS® المخصصة للقوات المسلحة التشيكية والسلوفاكية، بدعم من انظمة نكستر  بوصفها هيئة التصميم. 
TITUS® هي اخر عربة مدرعة صممتها نكستر من أجل تلبية جميع القيود المفروضة على الحرب الهجينة الحديثة.
 استمرار للسلالة الطويلة الشهيرة،  التي تحوي ايضا دبابة القتال رئيسي (MBT) لوكلير Leclerc و مركبة المشاة قتال  (IFV)  المسماة  VBCI و مركبة 4X4 ذات الحماية العالية  ARAVIS® ،المثبتين في العديد من مسارح العمليات، قامت نكستر بجمع أفضل الخبرات والتكنولوجيا في TITUS®.  نمطية عائلة TITUS®  تكرس كل وحدة لمواجهة تهديدات مختلفة في بيئة متطورة. TITUS® هي مركبة مدرعة متعددة المهام من القرن الواحد والعشرون XXIst century . من مهام نقل المشاة للدعم القتالي  و وظائف دعم الخدمة القتالية ، و من عمليات حفظ السلام  لمكافحة التمرد، TITUS® تجلب التكنولوجيا لقلب الحدث .




الاصدارات

تشمل الاصدارات الأخرى من مركبة نكستر تيتوس Nexter TITUS : مركبة اكتساب الهدف،وحدة قيادة ومركبة الإسعاف، ومركبات هاون 120 ملم  ذاتية الحركة  مع اصدارات أخرى مثل مركبة المناطق الحضرية، و مركبة دعم الحركة و مركبة الاسترجاع ومركبات إعادة الامداد متوفرة  جميعا عند الطلب.

البيانات التقنية 



التسلح

نكستر تيتوس ار  يمكن أن تجهز  بأي نوع محطات السلاح المتحكم فيه عن بعد Remote Control Weapon Station  بتسليح من عيار 7.62 ملم  الى 20 ملم، و قاذفات قنابل عيار 40 ملم ، تبعا لمستوى التهديدات ونوع المهام. في معرض DSEI 2013، نكستر تيتوس زودة  بالبرج المتحكم فيها عن بعد  Nexter ARX20  المتموضع على الجانب الأيسر الأمامي من الجزء العلوي في البدن. و محطة السلاح المتحكم فيها عن بعد ARX20  طورت وبنيت من طرف شركة نكستر بحاضنة المدفع الالي عيار 20 ملم 10M621 ،مع ذخائر النار 20x102 NATO  بمعدل 750 طلقة/ دقيقة. بالاضافة للمدفع الرشاش متحد المحور عيار 7.62 ملم المركب على يمين  التسليح الرئيسي و اربع مفرغات لقنابل الدخان ركبت على الجزء الأمامي من البرج. تقدم المحطة الجديدة للأسلحة مدى وتأثير اكبر، بالمقارنة مع  RWS بتسليح 12.7 ملم  في حين تقدم الاخيرة ميزة تخفيض الوزن والحجم الصغير  بالمقارنة مع الأبراج 25-30 ملم  .ARX20  فعالة بشكل خاص في عمليات الحرب غير المتكافئة asymmetric warfare، عندما تركب على المركبة مع  رشاش ثقيل 14.5 ملم  أو مدفع 23 ملم .
 كما تم وضع وصلة متراوحة  swivel واحدة لمحطة سلاح مع رشاش  5.56 ملم  على كل جانب  من مؤخر البدن .

Nexter ARX20


التصميم والحماية

مخطط  تيتوس  مشابه جدا لمركبات MRAP  مع محرك في المقصورة، ومقصورة الطاقم في الوسط ومنطقة للجند في الخلف. النسخة APC (ناقلة الافراد المدرعة)  (Armoured Personnel Carrier) للمدرعة  تيتوس فيها مقاعد لعشرة جنود راجلين، محطة قائد، ومدفعي وسائق في المقدمة. الجزء الأمامي من المركبة ونوافذها توفر حماية ضد إطلاق النار بالأسلحة الصغيرة وشظايا القذائف من المستوى Level 1 STANAG 4569 والمستوى 2 لمقصورة الطاقم و الجنود القادرة على تحمل انفجار عبوة زنة 50 كلغ . يمكن تركيب درع إضافي على درع  المدرعة لزيادة الحماية للمستوى 3 لغطاء المحرك و زجاج المدرعة، والمستوى 4 لمقصورة الطاقم والجنود، مع زيادة الحماية  ضد العبوات الناسفة زنة 150 كلغ، بحيث ترفع الحماية بواسطة التصميم الاصلي  SAFEPRO® . 
وقد تم تجهيز تيتوس أيضا بمقاعد SAFEPRO® لزيادة بقائية افراد المشاة ميكانيكي . لأنه يحمي الأطراف السفلية مع مريح القدم foot-rest، الحوض والعمود الفقري بنظام مقعد متحصل على براءة اختراع و يحمي مؤخر الرأس مع  مريح راس  head-rest و اربع نقاط تسخير 4-point harness. 
مقاعد SAFEPRO® تحد  من الصدمات التي يتعرض لها المشاة في حالة انفجار لغم تاثير عصف blast-effect mines  أو عبوات ناسفة  IEDs . وقد تم تجهيز الجزء الأمامي من الهيكل مع زجاج امامي كبير للمركبة  الذي يمكن الطاقم أن يكون له رؤية أمامية واسعة . يتاح باب واحد على كل جانب من الجزء الأمامي من البدن ، مع وقاية من الاعيرة الصغيرة على الجزء العلوي. وقد تم التجهيز كل جانب من مقصورة القوات بثلاث نوافذ بقدرة حماية ضد الاعيرة صغيرة و منافذ اطلاق النار، التي يتم تغطيها عندما يتم اضافة درع إضافي على المركبة. مدخل ومخرج المشاة في التيتوس هو باب خلفي هيدروليكي الذي يفتح إلى أسفل. مركبة 8X8 تيتوس توفر حمولة تصل إلى 4 طن ولديها قدرة استيعاب داخلية أكثر من 14.4 متر مكعب. مع قدرة تستيف  2.4 متر مكعب داخليا و1.5 متر مكعب خارجيا .



الدفع

تقدم TITUS® حركية استثنائية من خلال هيكل المركبة Tatra 6x6  إلى جانب وجود محرك كومينز Cummins بقوة 500 حصان بالإضافة إلى علبة تروس أوتوماتيكية ب 6 سرعات إلى الأمام وسرعة واحدة عكسية. المركبة لديها توجيه عجلات امامية و خلفية بواسطة ناقل الحركة الاتوماتيكي أليسون Allison الذي يقدم قيادة 6X4 على الطرق المعبدة و قيادة كاملة 6X6 على التضاريس الصعبة. ويتكون الهيكل من أنبوب عمود مركزي ودوار تعليق نصف محاور مستقل . مدرعة تيتوس يمكن تشغيلها بأقصى سرعة على الطرق 110 كم / ساعة مع مدى اقصى 700 كم. المدرعة يمكنها عبورعقبة عمودية بارتفاع 650 ملم واجتياز عمق 1.2 متر دون تحضير. المركبة قادرة على تسلق منحدر مائل ب 60٪ و تجاوز انحدار جانبي مائل ب30٪.

الملحقات

تم دمج  مركبة نكستر تيتوس بالكامل داخل شبكة C4I من خلال الجيل الأخير من المعدات القتالية الإلكترونية مثل  نظام ادارة المعركة من نكستر  FINDERS®  الذي يوفر الوعي الظرفي، المعزز بنظام كاميرا محيطي، وروبوت استطلاع (NERVA® LG)،مما يسمح بترجل امن .
 يتم تركيب مركبة  تيتوس مع أربع كاميرات توفر تغطية ب 360 درجة . المعدات القياسية للنكستر تيتوس تتضمن نظام لتكييف / لتدفئة الهواء، ونظام الحماية النووية و البيولوجية و الكميائية  NBC و تبادل الهواء .

المواصفات



التسليح : نسخة APC : مدفع اوتوماتيكي 20 ملم  ، و رشاش متحد المحور 7.62 ملم  ، و رشاشين 5.56 ملم 
الشركة المصممة : نظم نكستر
الملحقات : نظام حماية NBC، أربع كاميرات، ونظام إدارة معركة
الطاقم : 3 + 12 جنديا
الدرع : حماية قياسية في المقدمة  من المستوى  1، والمستوى 2 لمقصورة الطاقم. و مع إضافة  درع اضافي تبلغ الحماية المستوى 3 و المستوى 4A/4B ضد الألغام والعبوات الناسفة 
الوزن : 27  طن
السرعة : 110 كلم / ساعة
المدى : 700 كم
الأبعاد : الطول: 7.55 م؛ العرض: 2.55 م؛ الارتفاع: 2.73 م

صور اخرى 



فيديو 





25‏/1‏/2017

مضاد دروع ERA : الشحنة السابقة الغير بادئة

الرؤوس الحربية الترادفية  Tandem warheads  تتسم بالكفاءة ضد المركبات التي تحميها دروع متفجرة تفاعلية (ERA).و يستخدم الرأس الحربي الترادفي المعتاد شحنتين منفصلتين حيث تنشط الشحنة الاولى ال ERA و تخترق الشحنة الثانية بعد بعض التأخير في الوقت الدرع الرئيسي. هذه الرؤوس تميل إلى أن تكون ثقيلة و واسعة وتستخدم في أسلحة محمولة يدويا او مقيدة الحجم . ويمكن الحصول على تصميم اخر مضغوط أخف وزنا إذا تم دمج هذا الشحنة السابقة إلى الشحنة الرئيسية. و هذا لا يتطلب إلا أن  تكون الشحنة السابقة precursor charge قادرة على ان تخترق ERA دون تحفيز الانفجار الشديد في الدرع .
أجريت الدراسة على السوابق الغير بادئة. لتجنب بدء صدمة شديدة الانفجار في درع ERA كأثر، وقد استخدمت شحن سابقة  تنتج نفاث مسحوق powder jet . النفاث المسحوق له كثافة منخفضة ، والأهم من ذلك، له سرعة صدمة منخفضة low shock velocity  مما يحد من قوة موجة الصدمة كأثر على الدرع. و تم اختبار سوابق ببطانات مصنوعة من الزجاج و مسحوق الألومنيوم والالومينا سيراميك بنجاح.

المقدمة

الدرع  التفاعلية الانفجارية المضافة على درع الجبهة  (ERA) هي وسيلة بسيطة وفعالة لحماية المركبات القتالية والدبابات المعركة الرئيسية ضد اسلحة الشحنة المشكلة shaped charge weapons . استخدام الرؤوس الحربية الترادفية حيث تنشط الشحنة التمهيدية  ال ERA يليها نفاث الشحنة الرئيسية الذي يمكن أن يصل دون عائق الى الهدف، هو أسلوب جيد لهزيمة المنصات التي تحميها ERA ، هذه الرؤوس الحربية كبيرة نسبيا و ثقيلة ولها تصميم معقد نسبيا. 
في حرب المدن، و بالقرب من السكان المدنيين، من المستحسن أن تتوفر قدرة مواجهة الهدف دون تحفيز الدروع التفاعلية، و إمكانية بناء رأس حربي بسيط مدمج متكامل مع سابق غير بادئ يمكن أن يخترق ERA دون تفجيرها تمت دراستها.
طريقة واحدة لتحقيق السوابق الغير البادئة هي في استخدام قذيفة منخفضة سرعة.
الحل " في مواجهة الايرا" المتمثل في استعمال شحنتين منفصلتين هو حل معقد يتطلب تدريع وتأخير وقت البدء بين الشحنة البادئة والرئيسية كما هو الحال في الرأس الحربي الترادفي العادي. يمكن الحصول على تصميم أكثر بساطة مدمج متكامل إذا تم دمج هذا الشحنة السابقة مع الشحنة الرئيسية. وهذا ممكن إذا كان السابق precursor  يولد نفاث سبيكة اقل غير بادئ سريع fast slug-less non-initiating jet. و تم وصف مثال على هذه الرؤوس الحربية الترادفية المتكاملة في براءة الاختراع الأمريكية 5394804 . 
تصاميم أخرى ممكنة أيضا، على سبيل المثال، بجعل جزء الذروة في البطانة مسحوق وبقية الاجزاء من المواد الصلبة المطروقة. 
كخطوة أولى، تم تقييم مختلف الشحن السابقة ذات القطر الصغير للعثور على بطانة مناسبة التي يمكن ان تخترق الدرع التفاعلي دون البدء او الشروع initiating ( دون تحفيز للعمل ) اللوحة شديدة الانفجار HE  .تم اقترح نظرية ان النفاث يحفز عمل المتفجرات المغطاة covered explosives نتيجة  اثر الصدمة impact shock للأغطية الرقيقة  وموجة الانحناءة bow wave للأغطية سميكة، ألوح الدروع التفعالية المتفجرة لها لوحات تغطية تقريبا بنفس سمك قطر النفاث، وبالتالي اثر الصدمة هو آلية هامة لتحفيز الدرع. ضغط اثر الصدمة يمكن أن يخفض باستخدام الشحن السابقة التي تولد نفاث المسحوق. وعلاوة على ذلك، نفاث المسحوق له كثافة منخفضة مما يقلل من الضغط في موجة الانحناءة و تولد ثقوب كبيرة في اللوحة تمر من خلالها الشحنة الرئيسية من دون عائق.قوس نفاثات المسحوق Powder jets arc يستخدم عادة في صناعة البترول كثاقب للنفط الجيد. 

التجارب

تم اختبار أربعة شحن مشكلة مختلفة، شحنة واحدة تستعمل البطانة التقليدية من النحاس  وثلاثة شحن تستخدام البطانات التي تنتج نفاث المسحوق. وقد طورت البطانات المولدة لنفاث مسحوق  من مسحوق الألومنيوم الغير متكلس  ( مسحوق A20 المضغوط الى 200 ميجا باسكال)، و من الزجاج و مسحوق الصب المعالج الألومينا (AI2O3) في مصفوفة من البلاستيك. البطانات مخروطية الشكل بزاوية عليا بين 50-60 درجة. كما تملك الشحن  قطر داخليا بين 45 و 50 ملم. تم تحميل جميع الشحن بالمتفجرات البلاستيكية السويدية PETN m/46 ( نسبة 86٪ من الوزن تمثلها PETN و 14٪  للمازوت). ميزت النفاثات الخارجة من الشحن بالتصوير الشعاعي بالأشعة السينية X-ray. النتائج تعرض في الشكل (1)  و في الجدول 1 
بطانات الألومينا انتجت نفاثات من النوع المتبعاد مما جعل من الصعب تحديد سرعة النفاث.



تتالف الواح ERA  ' في الاختبار ' من لوحي صلب بسمك 3 ملم تقع بينهما  طبقة بسمك 3 ملم  من تشكلية المتفجرات البلاستيكية C4 . ابعاد لوحات الصلب  تتمثل في 150 ملم * 300 ملم. و ابعاد طبقة HE( الطبقة شديدة الانفجار)  اصغر و تتمثل في 100 ملم * 100 ملم، لتسهيل معرفة اذا كان هناك رد فعل متفجر . و في حال وجود رد فعل متفجر، فستدفع الطبقة المتفجرة الطبقتين الاخرتين بعيدا . تم وضع الواح ERA في تأثيث و ميل 60 درجة في اتجاه النفاث. وضعت لوحات الدرع في تأثيث (صندوق خشبي) لقياس قدرة الاختراق المتبقية (انظر الشكل 2).




تم فحص اللوحات المرجعية recovered plates بعد الاختبار لتحديد درجة التفاعل، (انظر الشكل 3)  اللوحة الخاصة بشحنة النحاس تظهر ان الوحة المتفجرة حفزت للعمل، كما هو متوقع. شحنات بطنات الألومنيوم والزجاج أنتجت ثقب مفتاح صغير في لوحات الظهر، مما يدل على أن ردة الفعل  كانت متوسطة ناتجة إما من تفاعل طارد للحرارة محدود أو رد فعل خامل تماما للوحة شديدة الانفجار. الشحنة ببطانة الألومينا انتاجت نفاث مختلف قليلا صنع ثقوب اكبر في اللوحات ولا توجد إشارة إلى رد فعل طارد للحرارة . اما الاختراق المتبقي في لوحة الدرع الخلفي فكان معتبر للنفاثات باستثناء نفاث الألومنيوم 



ضغوط موجة تأثير الصدمة 

ضغط  موجة تاثير الصدمة The impact shock wave pressure  ذو أهمية عند النظر في مسالة تحفيزالنفاث للمتفجرات ذات التغطية الخفيفة. يمكن بسهولة أن تحسب ضغط موجة صدمة للمواد الصلبة باستخدام علاقات قفزة رانكين-هوجونيوت Rankine-Hugoniot jump relations العادية. بالنسبة للمواد مع سرعة موجة صدمة خطية [IMG]  و سرعة الجسيمات [IMG]  العلاقة هي [IMG]   اما الضغط بعد الصدمة يمكن كتابته [IMG]  حيث [IMG]  هي كثافة قبل الصدمة. يجب أن تكون المادة المسامية او المثقوبة porous material مضغوطة او مركزة قبل ان تتحمل الضغط . و من اجل قوة صدمة متوسطة قوة الضغط الرئيسية سوف ترص المادة المسامية الى حالة التكثف الكامل او الاقصى  . وبالتالي، فإن علاقة الحفاظ على الكتلة هي [IMG]  و يمكن أن تكتب [IMG]  حيث [IMG]  هي المسامية و [IMG]   هي الكثافة الصلبة لمادة المسحوق. الضغط في صدمة الضغوط على المادة المسامية يمكن ان يصاغ [IMG]  . لحظية ضغط موجة الصدمة من تأثير النفاث ذي سرعة [IMG]  إلى هدف خامل تعطى بشروط استمرارية سرعة الجسيمات والضغط في الواجهة، أي [IMG] 
ومن المثير للاهتمام نتائج مقارنة تأثير ضغط الصدمة الناتجة عن أنواع مختلفة من النفاثات على هدف من الصلب. وكمثال على ذلك نضع ثلاث نفاثات مختلفة a) نفاث نحاس كثيف b) نفاث مسحوق النحاس c) مادة نشطة منخفضة الكثافة X   باستخدام العلاقة بين [IMG]  للمقارنة . التحاليل الحسابية لضغوط الصدمة في الجدول 2 تظهر أن نفاث المسحوق يولد اثر ضغط صدمة منخفض عن نفاث النحاس الكثيف وأيضا أقل من نفاث النحاس الكثيف الذي يملك نفس الكثافة الخاصة بنفاث المسحوق. ضغط الركود stagnation pressure الذي يمثل القدرة على الاختراق أعلى لنفاث المسحوق من نفاث صلب بنفس الكثافة



الخلاصة

نفاث المسحوق  نجح في التجارب ان يخترق لوحات ERA من دون تحفيز تفجيرها. ومن المفترض أن خصائص السوابق الغير بادئة هي نتيجة لانخفاض ضغط اثر الصدمة في توليفة مع كثافة نفاث منخفضة.
حققت بطانات الألومنيوم والزجاج ثقوب صغيرة نسبيا في اللوحات المرجعية بينما صنعت بطانة الألومينا فتحات كبيرة في اللوحات. لنجاح العمل بشحنة ترادفية  قد يكون من الضروري أن يكون هناك ثقوب كبيرة لتقدر الشحنة  الرئيسية ان تمر من خلالها من دون عوائق .
حسب التجارب دوما كان اختراق لوحات الدروع وراء الايرا معتبر لجميع البطانات  باستثناء نفاث الألومنيوم.  يمكن تفسير الاداء المنخفض  إلى حد ما بسبب الخصائص الغير دقيقة لاختبار الشحن. و في محاولة لزيادة أداء الاختراق لشحن السوابق تم اختبار بطانات مسحوق اخرى ذات كثافة عالية. أنتجت كل من بطانتي التنغستن و الكاربيد  ومسحوق النحاس ضمن مصفوفة بلاستيكية نفاثات متباعدة و مائلة. من المحتمل استعمال بطانة مسحوق مضغوط أو اختيار احسن للمواد المصفوفة مناسبة للحصول على نفاثات ذات نوعية جيدة من من البطانات ذات الكثافة العالية. كما سيتم اختبارالثاقبة التجارية للنفط الجيد، والتي لها أداء تغلغل جيد في المدى القصير في المستقبل.

المصدر : كتاب الندوة الدولية 26 للمقذوفات 2011 International Symposium on ballistics 2011 تحديد فصل بعنوان تقنية الشحنة السابقة الغير بادئة ضد الايرا Non-initiating precursor charge technology against ERA للكاتبين هيلت A. Helte و لوندغرين  J. Lundgren

22‏/1‏/2017

مركبة BMP السوفيتية من النشأة حتى حرب الخليج الثانية


النشأة

على عدة  نواح كان تطوير مركبة BMP في الستينيات (1960s ) من المستغرب بما كان، لأن الجيش السوفياتي كان متاخرا في مكننة قوات المشاة. خلال الحرب العالمية الثانية، الجيش الأحمر لم يرسل الى الميدان أعداد كبيرة من مركبات AFV. بدلا من ذلك، ركز المخططون العسكريون السوفيات على تصنيع الدبابات و البنادق الهجومية، وتركوا المشاة يعتمدون على أقدامهم مهما يكن تعداد المركبات المدولبة التي يتمكنون من حشدها . و بينما كانت القوات السوفيتية تنتصر على الجبهة الشرقية ادى عدم وجود فرق المشاة الميكانيكي إلى خلل في القوة القتالية للجيش الأحمر.

BMP


السوفييت أنفسهم يبدو أنهم ادركو هذا النقص وبدأو مكننة قوات المشاة في أواخر الاربعينيات (1940s).و قامو لفترة وجيزة بتجربة تكوينات نصف - المسار  half-track  (بما في ذلك باستعمال المركبة M3 الأمريكية التي تلقوها بموجب قرض تمويلي من الامريكان، و عدد اخر من  SdKfz 251 التي تم الاستيلاء عليها من القوات الألمانية) ولكن تخلو عن مركبات نصف المسار بسرعة، فوفقا للمؤرخ ستيفن جي زلوغا Steven J. Zaloga  لم يكن هذا التكوين ذا شعبية حيث كان يحوي تعقيد و تكلفة المركبات المجنزرة (مركبات المسار الكامل fully-tracked vehicles) ولكنه يفتقر إلى حركيتها المتفوقة  . وبصفة عامة هذا الكلام لم يكن وجهة نظر فريدة من نوعها  فنظام التعليق بنصف المسار هجر عالميا تقريبا بعد عام 1945 لصالح تكوينات العجلات أو المجنزرات كاملة . و في هذا الاطار جاءت أول محاولات السوفيات لمكننة فرق المشاة مع تطوير مركبة BTR-152 الغير مرضية الى حد ما، فهي لاتكاد تملك قدرة الحركية في المسارات الوعرة بل فقط حركية مقبولة نسبيا على الطرق المعبدة.

بحيث كان على وحدات المشاة الميكانيكي ان تواكب حركية الفرق  المدرعة ، بدأ الجيش السوفيتي يطلب تصاميم جديدة لناقلات المشاة و كانت من الناحية المثالية رغبات القادة السوفييت تتمثل في ناقلة مشاة  يمكنها التحرك بسرعات تصل إلى 45 كم / ساعة (28ميل/ساعة) على الطرق الوعرة و60 كم / ساعة (37ميل/ساعة) على الأسطح المستوية. أيضا كانت المركبة بحاجة لمدى عملياتي يزيد عن 300 كلم (186 ميلا). ومن شأن مقاييس الأداء هذه ان تمكن ناقلة المشاة من ان تتناسب مع حركية دبابات القتال الرئيسي T-62 و T-64. أول هذه التصاميم كانت BTR-50P، التي طورت  في عام 1951 من قبل مكتب التصميم كوتين Kotin في لينينغراد. وكانت أكثر قليلا من مجرد تطوير للدبابات خفيفة PT-76، لكنها كانت خطوة هامة إلى الأمام في تطوير مركبات IFV المجنزرة. لأداء دورها كمركبة مشاة، ازالت BTR-50P برج  PT-76 و فتح الجزء الاكبر من سقف البدن للهواء الطلق  open-air مع قدرة تحميل  حظيرتي مشاة two infantry squads  ( تحميل 20 فرد في المجموع). كانت BTR-50P مركبة متنقلة ومرنة، ولكن تم تصميمها بشكل سيئ لتلعب دورها باعتبارها نقالة مشاة. على سبيل المثال، كان على الجندي تسلق جانبي المركبة للدخول والخروج منها وهي عملية مرهقة و قد تكون قاتلة في الاشتباك. و أيضا كانت قدرة استيعاب  20 فرد لا تفضي إلى حسن سيرورة التوظيف الامثل للمشاة. و كان المنهج القتالي للسريا السوفيتية ثلاثي (ثلاثة فصائل و ثلاثة حظائر لكل منها)، كان القادة مضطريين إلى تشكيل مزيج حظائر من فصائل مختلفة في نفس المركبة. ونتيجة لذلك، المصممين السوفيات سرعان ما أدركو أن مركبات المشاة يجب ان تحمل حجم حظيرة واحدة squad-sized . كما بدأ الجيش السوفياتي مراجعة مذاهبه التكتيكية.

وبحلول أواخر الخمسينات (1950s) رأى الخبراء الاستراتيجيين داخل الناتو وحلف وارسو ان مستقبل الحروب تهيمن عليه الأسلحة النووية التكتيكية. ونتيجة لذلك، يفترض بالقوات البرية  ان تترك المفهوم التقليدي في العمل في حشود تشكيلات . وعليها أن تعمل بطريقة متفرقة باستخدام فرق اسلحة مشتركة لتمثل هدفا اصغر للعدو. بالنسبة لمخططي الجيش السوفياتي، تحول المذهب التكتيكي: الى كون فرق المشاة التقليدية يجب ان تبقى  حية على جبهة قتال نووية؟ وأشارت كل الأدلة الى اجابة "لا" بخصوص قدرات مركبات السوفيت حينها ، وهكذا ولدت فكرة IFV. حيث ان نقل القوات راجلة إلى ساحة حرب نووية من شأنه أن يعرضهم للإشعاع، وكان الحل أن  تتحصن فرق القتال مشاة في داخل عربة مدرعة مغلقة عندما تعمل في بيئة ملوثة، أو تترجل الفرق و تحارب  بشكل تقليدي عندما يكون خطر الأسلحة النووية غير موجود . من جهة اخرى تفوقت ألمانيا الغربية  على السوفييت حينها . ففي عام 1958  ظهرت مركبة AFV ثورية لتخدم في ألمانيا الغربية كانت تسمى  Schützenpanzer 03/12، و يمكن القول انها اول مركبة IFV في العالم. عقيدة غرب المانيا فضلت مركبة AFV التي سمحت لفرق المشاة ميكانيكي القتال الى جانب الدبابات، وليس فقط مجرد نقل المشاة  إلى حافة ساحة المعركة بالطريقة تماثله مركبات AFV الأمريكية المعاصرة مثل M75 و M59.

كانت المركبة الالمانية مسلحة بمدفع الي عيار 20 ملم ضمن برج صغير، و حملت SPZ 12-3 خمسة جنود ( نصف حظيرة ) فضلا عن طاقم من ثلاثة رجال بها.  ومع ذلك، الخمس افراد لا يمكنهم أن يستخدمو اسلحتهم الشخصية إلا بعد الخروج من البوابات السقفية للمركبة لاطلاق النار مما يعرضهم  لنيران العدو

أصدرت الإدارة الرئيسية للقوات المدرعة (GBTU) دفتر شروطها بخصوص مركبة BMP في أواخر الخمسينات (1950s) و حدد الجيش السوفياتي أن المركبة يجب أن تكون تحوي اسلحة خاصة على برج رجل واحد  one-man turret . وكان السلاح الرئيسي للمركبة المدفع الجديد ان ذاك 2A28  عيار 73 ملم  المسمى غروم Grom (بالروسية "الرعد") و هو مدفع نصف آلي  يغذيه ملقم الي. كان هذا المدفع عيار 73 ملم  يشبه الى حد بعيد قاذف قذائف الكتف الصاروخية (آر بي جي). و تتكون ذخيرته من الذخيرة الصاروخية PG-15 عيار 73 ملم و كانت ذخائر PG-15 مماثلة للصواريخ الاقدم لل SPG-9 ، ولكن مع مدى أكبر من ذلك بكثير لاستيعاب مسافات المواجهة المرتبطة بالحرب المدرعة. اما الجيوش الأخرى (على جانبي الستار الحديدي) فقد جربت تركيب قاذفات الصواريخ ومدافع عديمة الارتداد فوق عرباتها المدرعة، ولكن معظمها رفضت  تركيب مثل هذه الأسلحة في برج بسبب مشكلة الغازات العائدة الى المدرعات بعد اطلاق النار. بالنسبة للسوفيت لتصحيح هذه المشكلة، التصاميم الأولى لمدفع 2A28  كانت بمفرغة سباطنة  bore evacuator كانت بمثابة "صمام افراج"“release valve”  للغازات  كلما أطلق غروم النار . و بجانب مدفع غروم،حدد الجيش السوفياتي انه يجب ان يتواجد مدفع رشاش متحد المحور من عيار لا يقل عن 7.62 ملم . و تحقيقا  لهذه الغاية اختار مكتب تصميم تولا  Tula Design Bureau  الرشاش (طول ×عيار) (54 × 7.62 ملم)  بي كي تي PKT، الذي صار  دعامة أساسية في العربات المدرعة السوفيتية بما في ذلك دبابة T-62 والمدرعة البرمائية الدورية BRDM-2 . من اجل اعطاء المركبة قدرة مضادة للدبابات أضاف المصممون قضبان قاذفة  rail- launcher للصواريخ المضادة للدبابات 9M14 Malyutka (اسم الناتو : AT-3A "ساغر اي" “Sagger A” )، الذي ادخل الخدمة في عام 1963. على الرغم من أن الجيش السوفياتي حدد  حزمة التسليح مسبقا لل BMP لكن بالنسبة لتصميم هيكل المركبة فقد ترك الباب مفتوحا. على سبيل المثال، ظل هناك سؤال عن ما اذا ستكون BMP  مركبة مجنزرة، او مركبة ذات عجلات، أو مركبة هجينة التي تملك صفات كليهما وهذه الاخيرة كانت محل ترجيح ولكن قيادة الجيش السوفيتي كانت مترددة نظرا لمستوى الصيانة وتعقيد نظام التعليق نفسه. في الواقع، يعتقد الكثيرون أن متطلبات الصيانة لنظام تعليق مماثل ستكون أبعد من قدرات الاليات المجندة المرتبة في الملف الروسي. الطريق المسدود بشأن منصة عجلات مقابلة للمسار  wheeled-versus-tracked platform  أدى GBTU أن تعلن عن مسابقة التصميم فيه أربعة تصميم  بارزة لمكاتب التصميم ستقدم في نماذج للاختبار الميداني.

نحو انشاء BMP-1

شمل التنافس مكاتب التصاميم مصانع السيارات في بريانسك  Bryansk و روبتسوفسك Rubtsovsk، بالاضافة ل مكتب Isakov Konstruktorskoye Buro (الاختصار Isakov KB =Isakov Design Bureau)(مكتب التصميم إيساكوف ) في تشيليابينسك Chelyabinsk و مكتب التصميم غفالوف (KB Gavalov) في فولغوغراد Volgograd (التي أنتجت في وقت لاحق مركبة BMD-1 الهجومية المحمولة جوا). كان تصميم مصنع بريانسك للسيارات باسم Object 1200 و هو مركبة مدولبة  8 × 8، التي بدت متشابهة بشكل ملحوظ مع سلسلة مركبات BTR-60/70/80 . دخل مصنع روبتسوفسك المنافسة مع التصميم الأكثر غرابة. المسمى Object 19،و كان مزيجا من عجلات المسار حيث ظهرت أربع ازواج عجلات مسار مماثلة لعجلات BRDM-2.بالاضافة  ل2×2 من عجلات الطريق ، و صممت الزناجير كازناجير قابلة للطي  لتحسين الحركة عبر التضاريس الوعرة التي ليست مناسبة للمركبات ذات العجلات. وكان محرك Object 19 موضوع في الجزء الخلفي والطاقم و المشاة كان عليهم الدخول والخروج من خلال بوابات على سطح المركبة. و قدمت Gavalov KB اثنين من التصاميم التي و للوهلة الأولى كانت متشابهة بشكل ملحوظ: وObject 911 وObject 914.

و كانت 911 مركبة مسار كامل (مجنزرة)، لكن تحت البدن في الجزء الداخلي للمركبة كانت توجد أربع ازواج عجلات طريق قابلة للطي، نظريا، يمكن أن تعتمد لزيادة سرعة المركبة على الطرق المعبدة. 914 كانت تشترك في معظم ميزات تصميم  911، باستثناء العجلات القابلة للطي. تصميم مكتب إيساكوف كان Object 765، و هي منصة عجلات مسار مع محرك مثبت في الجزء الأمامي  ومقصورة قوات في مؤخر المركبة.

بدأت التجارب الميدانية في عام 1961 من اجل اقناع الجيش السوفياتي باحد التصاميم في رجف Rzhev وكوبينكا Kubinka  ادت Object 1200 بشكل جيد عموما بقاعدة بأربع ازواج عجلات طريق. ومع ذلك، عكست نتائج الحركية لل 1200 قيود التنقل نفسها لمركبات سلسلة BTR التركيب الهجين لمركبات Object 19 و Object 911 ادى لتقديمهم اداء ضعيف وخروج سريع من المنافسة . Object 914، على الرغم من الأداء الرائع لها خلال التجارب الميدانية، لكن كان بها عيب تصميمي قاتل و هو وضعها للمحرك في الجزء الخلفي للمركبة و كون فتحات الخروج كانت في  السقف  حيث رأى المخططون العسكريون السوفييت وضع المحرك في الجزء الخلفي اخذ مساحة كان يمكن استخدامها  لاستيعاب افضل للقوات الراجلة. بالإضافة إلى ذلك، فإن بوابات السقف لم تسهل الخروج السريع من المركبة. في النهاية، فاز تصميم Object 765 بالمنافسة بسبب  عدة اسباب اهمها تصميم مقصورة القوات الخلفية ، حيث ان 914 و 765 كانت لهما مقاييس اداء متماثلة وحسمت المقصورة المنافسة. بعد أن قبلت Object 765 كمركبة  BMP رسميا، بدأت الإنتاج المحدود  عام 1966. وبعد مزيد من التجارب التشغيلية (و قليل  من اعادة التصميم على هيكل المركبة الاصلية 765 )، تم قبول BMP بالكامل في خدمة الاتحاد السوفياتي  عام 1969. ومنذ بداية الانتاج الاولي لل Object 765 عام 1966 حتى تم تسليمها ك BMP رسميا عام 1969، كان هناك على الأقل أربعة مراحل إنتاج مر بها النموذج الأولي، كل مرحلة تحسن في التصميم والوظائف عن سابقتها. على سبيل المثال، لاحظ مقيموا الجيش السوفياتي أن BMP كان بها خلل وزن خطير تسبب به موقع المحرك وناقل الحركة. وعلاوة على ذلك، عندما كانت تحاول تجاوز العقبات المياه، يميل بدن BMP . وهكذا لاضافة قدرات طفو اضافية،مدد المصممون البدن ب10 انشات. وأصبح هذا التصميم هو التصميم المعياري لل BMP-1، الذي اظهر نفسه على أنه "الصيغة النهائية"  لتصميم BMP  عام 1970. الجديد في BMP كان ظهور منشاق دخول هواء للسباحة لمنع المياه من إغراق محرك.

تحسين BMP


طوال فترة خدمتها، تم تعديل BMP-1 إلى أنواع مختلفة و خضعت للعديد من الترقيات. وتضمنت التعديلات المبنية على  BMP-1 السوفيتية مركبات الاستطلاع (BRM وBRM-1K)، و مركبات القيادة والسيطرة (BMP-1K و BMP-1Ksh)، و مركبات اكتساب الاهداف للمدفعية (PRP-3 و PRP-4)، و مدرعات الاسترجاع (BREM-2 وBREM-4)، ومركبة المهندس للدعم القتالي (IRM)؛ كما طورت دول حلف وارسو ودول أخرى المركبة

جاءت حزمة ترقية هامة في سلسلة مركبة BMP  عام 1974، في أعقاب حرب أكتوبر 1973، حيث ان مركبات BMP-1S التي يستعملها العرب لم تادي الاداء المتوقع. وكشفت تحليلات ما بعد الحرب، على سبيل المثال ان تصميم  برج الرجل الواحد خفض الوعي الظرفي للطاقم و وضع عبئا لا مبرر له على قائد المركبة  الذي لم يكن لديه نفس مجال الرؤية المرتفعة للمدفعي. وعلاوة على ذلك، الصواريخ المضادة للدبابات 9M14 Malyutka لم  يكن BMP-1 يمكن ان توجه على نحو فعال من برج الرجل الواحد. و في جانب قدرات التشغيل المدفع الرئيسي للBMP-1  عيار 73 ملم لم يكن دقيق إلى حد كبير وراء مدى 500م (545ياردة) وكان مستوى تدريع المركبة عرضة للذخيرة من عيار 0.50 انش . مما زاد الطين بلة، وكان على  الطاقم الحفاظ على بعض بوابات المركبة مفتوحة لمنع المركبة من الانهاك بسبب الحرارة . و هذا جعل BMP-1 عرضة لنيران الاسلحة الصغيرة من الأرض المرتفعة. ومع ذلك، أشادت الأطقم العربية بسرعته وخفة الحركة للمركبة، و المقطع المنخفض للاطار. و بدافع من هذه التقارير بدأ العمل،من قبل المصممين السوفيات و كشفو النقاب علن  BMP-1P كإجراء مؤقت لمعالجة بعض عيوب الاكثر خطورة  في التصميم . على سبيل المثال، تم تركيب قاذفات قنابل الدخان على الجزء الخلفي من برج واستبدال نظام صواريخ 9M14 Malyutka الموجهة يدويا مع نظام الصواريخ شبه الموجهة ذاتيا   9K11 Fagot الموجهة ( اسم الناتو AT-4 "سبيغوت" “Spigot”). و تم تركيب قاذفة الصواريخ 9P135 على سطح البرج، ولكن هذه الموقع أجبر المدفعي ان يكشف نفسه لنيران العدو قبل إطلاق الصاروخ. بعد ذلك بوقت قصير، كشف فريق التصميم في مصنع كورغان ماش زافود  Kurganmashzavod   النقاب عن نموذج أولي من BMP-2، الذي سمي Object 675. محافظا على التصميم المميز لبدن BMP-1 ولكن مع برج رجلين two-man turret، يستوعب المدفعي والقائد.

تم استبدال مدفع Grom النصف آلي عيار 73 ملم المثبت في BMP-1  بالمدفع الالي Shipunov 2A42 شيبونوف عيار 30 ملم . وخلافا للغروم، للشيبونوف خيارين من معدلات اطلاق النار: معدل بطيء يصل ل 300 طلقة / دقيقة، وبمعدل سريع يصل إلى 550 طلقة / دقيقة. باثنين من صواني الذخيرة على مقربة من صحن برج تحمل 160 قذيفة خارقة للدروع Armor-Piercing الاختصار(AP)  و 340 قذيفة شديدة الانفجار High Explosive الاختصار (HE). و يوجد نوعين من قذائف (AP) : خارقة دروع مع خطاط "او متقفي" Armor- Piercing with Tracer باختصار (APT) لديها سرعة فوهة تبلغ 970 م / ثانية (3182 قدم / ثانية) بقدرة اختراق للدروع بسمك 20 ملم، في حين أن خارقة الدروع النابذة للقبقاب مع خطاط Armor-Piercing Discarding Sabot with Tracer  الاختصار (APDS-T) لديها سرعة فوهة  1120 م / ثانية (3675 قدم / ثانية)، بقدرة اختراق 25 ملم من الدروع  .مما يعطي  ما يكفي من القوة النارية لل BMP-2 لمواجهة الام 2 برادلي M2 Bradley  والعديد غيرها من مركبات IFV الأخرى في الناتو. لكن قذائف APT، لا تتمكن من اختراق دروع M2A3 برادلي، التي تم تصميمها خصيصا من اجل قذائف مدفع 2A42.

على عكس مدفع غروم عيار 73 ملم مدفع 2A42 لديه نظام استقرار متقدم الذي يعطي المدفع دقة أفضل  بينما المركبة تتحرك. ويمكن ان يطلق به المدفعي أو القائد . كما و لاجل الإبقاء على القدرات المضادة للدبابات في BMP، قام  المصممين السوفيات بتطويراسلحة صواريخ موجهة جديدة حيث صار يمكن لمدفعي BMP ان يستعمل قاذفة 9P135M (تستوعب ما يصل إلى ثلاثة أنواع مختلفة من الصواريخ المضادة للدبابات) بأمان من داخل المركبة .

عام 1987 سلم للجيش السوفيتي مركبة BMP-3 ، وكشفت للجمهور في عام 1990، وهي تستطيع هزيمة اغلب دبابة القتال رئيسي من الجيل الثاني (الذين طورو في الفترة 1960-1980). و لم تظهر في ساحات المعارك في الكويت والعراق عام 1991، وحتى الآن لم تظهر BMP-3  سوى اثناء قتال القوات الروسية في الشيشان ومع قوات الإمارات العربية المتحدة خلال الحرب الأهلية اليمنية. كما أنها أيضا صدرت إلى فنزويلا و الجزائر

تسليح BMP-1

محطة المدفعي

شرح الصورة الى الاعلى :
1. المتحكم الثانوي للمدفعي ( متحكم التدوير اليدوي ) 2. نظام الطاقة الهيدروليكية 3. المتحكمات الأولية للمدفعي 4. متحكم المدفعي من الدرجة الثانية (متحكم الارتفاع اليدوي ) 5. جهاز الرؤية الاولي او الأساسي للمدفعي 6. منظار المدفعي  7. فتحة دخول المدفعي 8.  فتحة الدخول لقاذفة صاروخ Malyutka  المضاد للدبابات 9.  مغلاق المدفع النصف الالي 2A28 Grom عيار 73 ملم  10. المروحة المستخرجة 11. رشاش PKT متحد المحور عيار 7.62 ملم 12. مخزن ذخيرة رشاش PKT عيار 7.62 ملم  13 . المسار المائل و صويمعة الخرطوش المستعمل للرشاش الالي 14. مقبض مغلاق المدفع (لاخراج الخرطوش) 15. ارضية البرج 16. مقعد المدفعي 17. عصا تحكم في صواريخ Malyutka 
تتسلح المركبة بمضاد دبابات صاروخي موجه. يتمثل في الإصدارات الأولى من صواريخ الماليوتكا 9M14 Malyutka، التي تطلق من على  قاذفة القضبان 9S415 المركبة فوق سباطنة المدفع الرئيسي . ومن المعروف أن صاروخ Malyutka  " يوجه يدويا إلى خط البصر line of sight  " و هو يحمل بعض التشابه مع نظام الصواريخ TOW  الذي استخدم في وقت لاحق على M2 برادلي الأمريكية. بعد اطلاق الصاروخ على المدفعي  ان يتتبع ويوجه الصاروخ عن طريق استخدام عصا التحكم. عملية توجيه الصاروخ إلى هدفه تتطلب ممارسة والبراعة الكبيرة، ومع ذلك، توجيهه صعب خصوصا في وضعية الاشتباك  حيث كانت القوات العربية قد وجدت خلال حرب اكتوبر عام 1973. بان الصاروخ يتسلق على الفور بعد الاطلاق، و يستغرق وقتا لتصحيح مساره وهذا يعني ان الحد الأدنى لمداه حوالي 700 م  (765 ياردة ).و يستغرق حوالي 30 ثانية  للوصول إلى أقصى مداه بحوالي 3 كلم (2 ميل)، مما يعطي الوقت للهدف ان يناور. و على اثر هذه العيوب قام المصممين السوفيات بتطوير خليفة لل Malyutka ، متمثلا في  9M14M Malyutka-M  (اسم الناتو: AT-3B "ساغر بي"  “Sagger B”) والفاغوت 9K11 Fagot و الكونكورس  9M113 Konkurs  (اسم تعريف الناتو: AT-5 "سباندرل"“Spandrel”) الذي استعملوا على BMP-1P ابتداءا من 1979. هذه الاسلحة المعروفة بانها تعمل" بالتحكم النصف الالي إلى خط البصر" دخلت الخدمة تباعا حيث دخلت الصواريخ الموجهة سلكيا Fagot الى خدمة السوفيتية  عام 1970. و دخل الكونكورس الخدمة  عام 1974. والصاروخان يشتركان في امكانية اطلاقهما من القاذفة 9P135، التي ركبت على سطح BMP-1. فاغوت لديه احتمالية اصابة افضل بنسبة 50 في المئة من Malyutka ويملك نظام توجيه أكثر تطورا بتصحيح تلقائيا لمسار الصاروخ - وبالتالي القضاء على الحاجة لنظام عصا التحكم. و الكونكورس لديه مدى تشغيلي يصل إلى 4،000م (4،375 ياردة) وتصل سرعته القصوى إلى 200 م / ثانية (656 قدم / ثانية).

في المدى الأقصر، التسليح الرئيسي على متن BMP-1 هو المدفع نصف الي  2A28 غروم عيار 73 ملم، و هو سلاح أملس كان يستعمل في البداية  ملقم الي الذي يحمل 40 طلقة من الذخيرة في حجرة تخزينه على الجانب الأيمن من صحن البرج. عندما ظهر مدفع غروم لاول مرة كتسليح اساسي للBMP-1، كانت قذيفة PG-15V  الوحيدة المتاحة للمدفع، ولكن عام 1974 السوفييت قدموا قذيفة جديدة هي  قذيفة OG-15V. و داخل البرج، للمدفعي مفتاح محدد والذي يسمح له لاختيار نوع من القذيفة لتحميلها في  المدفع.

صمم الملقم الالي لتوفير الوقت وتقليل القوى العاملة، الملقم الآلي لمدفع غروم يعطي معدل لاطلاق النار من 6-8 طلقة في الدقيقة الواحدة. ولكن  لديه عيب تصميم خطير إلى حد ما: مثل معظم انظمة التلقيم الالي في المدافع الرئيسية السوفيتية، سباطنة الغروم عليها ان تنخفض للحصول على القذيفة التالية في المغلاق breech . و هذا يكلف المدفعي وقتا ثمينا لاقتناص الهدف بعد كل طلقة. و كما يتعطل غروم بسهولة  كما قد تتسبب الأجزاء المتحركة في تشويه السباطنة ذات التركيب الفضفاض  loose fitting .

عندما تم تصدير BMP-1، فإن العديد من الجيوش المتلقية - بما في ذلك العراقيين - فككت الملقم الآلي حيث يمكن بسهولة أن يتم تحميل قذائف PG-15V وOG-15V باليد. على الرغم من أن هذا خلق المزيد من العمل للمدفعي، فقد وجد في العديد من BMP-1 ان طواقمها يتمكنوا من تحميل القذائف بشكل أسرع عن طريق تحميلها يدويا. المدفع غروم لديه نسبة اصابة 70 في المئة  ضد دبابة على مسافة (545ياردة) 500م  و  على مسافة (875ياردة) 800م ضد نفس الهدف، تقل نسبة الاصابة الى 50 في المئة. و يكون اداء غروم سيئ جدا  في وضعية حركة BMP-1 لأن المدفع لا يملك نظام استقرار  أثبت غروم انه غير كفأ للعمل في التضاريس الوعرة في أفغانستان، وعلى الرغم من أنه يملك زاوية ارتفاع قد تبلغ + 33 درجة ، اطلاق النار لا يمكن فوق زاوية  +15 درجة.

رشاش   PKT متحد المحور عيار 7.62 ملم هو واحد من العديد من نماذج  رشاش PK متعدد الأغراض الذي دخل  الخدمة السوفياتية  في وقت مبكر من الستينات (1960s) . مع مدى فعال  من 1500م (1615 ياردة)، و بمعدل نظري لاطلاق النار من 700-800 طلقة / دقيقة، على الرغم من ان معدل 250 طلقة / دقيقة هو أكثر واقعية في ظروف القتال. و تملك ما يصل الى 2000 طلقة محمولة على متن ال BMP-1. فضلا عن PKT متحد المحور، فيمكن للBMP-1 تزيد من قوتها النارية  في  المسافة قريبة  بواسطة اسلحة المشاة الثمانية المتواجدين بها مثل الرشاش الخفيف الالي  7.62x54 PKM ملم ،او رشاش AK-47 (عيار/ طول)  (7.62 × 39ملم ) أو البنادق الهجومية حيث يستعملونها عبر منافذ في درع المركبة .كما يفترض بواحدا من كل اثنين من الBMP-1S التي في الخدمة السوفيتيةان تحمل صواريخ الدفاع الجوي المحمولة  مثل 9M32 ستريلا 2 (لقب تعريف الناتو: SA-7 Grail).

ذخيرة BMP-1

ذخيرة BMP-1 كما في الصورة اعلاه تتمثل في :
الصاروخ رقم (1) هو  9M14M Malyutka-M و يزن 24 باوند عموما، مع ما يمثل 5.7 باوند زنة الرأس الحربية. يرتحل بسرعة في 115 متر / ثانية (377 قدم / ثانية)، وسرعة دوران ب 8.5 دورة في  الثانية . كما يتم تحميل أربعة صواريخ داخليا (اثنان في برج واثنان في البدن) على الجانب الأيمن للمدفعي. وهناك نسخة معدلة من القذيفة التي تطلقها المدفعية عديمة الارتداد عيار 73 ملم  SPG-9 Kopye  و هي قذيفة PG- 15V  المضادة لدبابات شديدة الانفجار  (HEAT) و هي القذيفة رقم  (2) و تزن 7.7 باوند. لديها سرعة فوهة  400 متر / ثانية (1،312 قدم / ثانية) ( و ترتفع الى 700 متر / ثانية (2،297 قدم / ثانية) بعد اشتغال المحركات الصاروخية اي حوالي 10-20 متر من الفوهة) ويبلغ مدى القذيفة  الأقصى حوالي 1،300 متر (1،420 ياردة). PG-15V لديها مستوى مسار level trajectory  حوالي  800 متر (875 يارد) ولكنها حساسة جدا للاحوال الجوية، مما يجعل من الصعب ان تكون دقيقة . وعلى الرغم من المواصفات التي تذكر ان مداها الفعال  (765 ياردة) 700 متر، فقد أثبتت التجربة أن هذه القذيفة غير دقيقة بعد المدى (545 ياردة) 500 متر. الرأس الحربي للPG-15V  سداسي الشكل وزنه 0.7 باوند  مع قدرة  اختراق ما يصل الى 350 ملم من الفولاذ. وبناء على  مقاييس الأداء هذه يمكن للBMP-1 اختراق دروع المقدمة لأي دبابة غربية من السبعينات - بما في ذلك الدبابات الامريكية M48 و M60، و Chieftain البريطانية، و الألمانية الغربية Leopard 1 . اما دبابات الجيل اللاحق  مثل M1 Abrams الامريكية، و Leclerc الفرنسية، Challenger 1/2 البريطانية ، والألمانية الغربية Leopard 2، فعلى ما يبدو لا يمكنها اختراق الدرع الامامي لها ، ولكن يمكن أن تخترق مناطق معينة من الدرع الجانبي . الذخيرة المصممة للاستخدام ضد مركبات الترجل الخفيفة التدريع للعدو، والتحصينات الميدانية هي قذيفة و OG-15V رقم (3 ) و هي قذيفة شديدة الانفجار  متشظية (HE-Frag) وزنها  10.1 باوند. لديها سرعة فوهة  290 متر / ثانية (951 قدم / ثانية) و مدى الحد الأقصى لتأثير النيران الغير مباشرة  ضد  تشكيل أهداف  4،400 متر (4،815 ياردة)؛  و المدى الفعال الاقصى للنيران المباشرة ضد أهداف نقط صغيرة  حوالي 1،000 متر (1،095 ياردة). و لدى القذيفة شحنة متفجرة زنة 1.6 باوند، والتي تعطي القذيفة تأثير أكبر بكثير من انفجار قذيفة PG-15V.

الحماية

كانت مركبة BMP لا تحظى سوى بالقليل من الحماية المدرعة. حيث بنية دروعها من الصلب المدلفن الملحوم الذي كان على الأكثر بسماكة 33 ملم. توزيع الدروع كان يهدف إلى حماية BMP-1 خلال تقدم أمامي. وبالتالي كان الدرع الجانب رقيق، مما يجعل المركبة عرضت لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة على مسافة قريبة. و في أعقاب الغزو السوفيتي لأفغانستان  عام 1979، تم زيادة  الدرع الجانبي ب 10ملم وهو الذي كان سابقا حوالي 16 ملم، في التطوير المسمى BMP-1D. كما سعى العراقيون  لإضافة الدروع تصميمية لبعض مركبات BMP-1S الخاصة بهم في الأشهر التي سبقت حرب  الخليج عام 1991، ولكن عدد قليل من المركبات تلقى هذه الترقية في الوقت المناسب للحملة.

المساحة داخل BMP-1 مختزلة جدا، مما يدفع الركاب إلى وضع عتادهم خارج المركبة أثناء العمليات القتالية مما يتسبب في بعض الحالات باغلاق الفتحات السقفية، كما ان هذا الاستخدام يعرقل أحيانا اسلحة BMP-1.

و لكن  حتى مع المعدات المخزنة خارج المركبة، التصميم الداخلي لل BMP-1  ضيق جدا مما جعله خطرا كبيرا على مشغليه بحيث في حالة ضربة في موضع جيد فيمكن أن تشعل الذخيرة و الوقود الموضوعة بشكل متقارب في المركبة وتسبب انفجار قاتل للجميع . الحماية الهزيلة التي توفرها BMP-1 قادت العديد من افراد الحظائر المسلحة  ان يركبو على الجزء العلوي من المركبة عندما لا تكون في وضعية القتال. العراقيون،  مثل العديد من عملاء السلاح السوفيتي خفضوا عدد الرجال في وحدة الحظيرة squad  نظرا لعدم وجود مساحة كافية داخل BMP-1.

للحماية من التلوث النووي والبيولوجي و الكيميائي NBC،الBMP-1 تغلق بإحكام جميع المنافذ. و لديها نظام ترشيح للهواء وجهاز يكشف عن العوامل الإشعاعية والكيميائية، وكذلك لوازم إزالة التلوث الكيميائية.

على الرغم من ان النماذج الاولى  من BMP-1 لم تحمل قاذفات قنابل الدخان، الى ان المركبة كانت تحوي باعث دخان مدمج يخلق الدخان بغرض التخفي عن طريق حقن الوقود في مشعب المحرك.

الحركية

الBMP-1  تملك محرك ديزل UTD-20 بست أسطوانات،و أربعة اشواط، موضوع في وسط مقدمة الهيكل ، و يوفر قوة 300 حصانا. خزانات الوقود لها قدرة تخزين 122 غالون امريكي؛ ناقل الحركة يدوي لديه سرعة خلفية واحدة وخمسة سرعات امامية. و لل BMP-1 عجلات مسننة محملة في المقدمة مع ستة عجلات الطريق على كل جانب، ونظام تعليق عارضة التواء torsion-bar. كما ان  BMP ظهرت بتصميم جنازير جديدة مشابهة جدا لتلك التي في دبابة T-64 .
و حيث كان من المتوقع لل BMP مواكبة التشكيلات المدرعة، كانت سرعتها عامل جوهري.
و من اجل تسهيل القيادة قدم المصممون السوفيات لل BMP نظام توجيه مقرني للقيادة driving yoke steering system  - و تخلصو جذريا من نظام  "القابض والفرامل" “clutch-and-brake” و هو نظام المقابض التقليدية الموجودة  تقريبا على كل المركبات السوفيتية المدرعة في ذاك الوقت
للمركبة سرعة قصوى على الطرق 65 كلم / ساعة (40ميل/ساعة) ومدى تشغيلي 600 كلم اي 375 ميل .

اجهزة رؤية BMP-1
اجهزة رؤية BMP-1 كما في الصور اعلاه :
BMP-1 لم يكن لديها نظام تصوير حراري، ولا حتى نظام لائق للتحكم في إطلاق النار. و كان السلاح الرئيسي غير دقيق في المسافات البعيدة . و من اجل اكتساب الهدف target acquisition ، كان على مدفعي BMP-1 (الرجل الوحيد في البرج) مسح ساحة المعركة بحثا عن الأهداف العدوة. لأنه لم يكن على BMP-1 أي مجموعة كشف نشط، وكان على المدفعي  الاعتماد على علامات التجزئة في شبيكة الرماية لتحديد مسافة العدو. الشبيكة كافية بالكاد في ظروف الرؤية المثلى (1)، و لم تعمل بشكل جيد في ظروف ضعف الرؤية (2).ال BMP-1 لديها جهاز رؤية ليلة 1PN22M1، ولكن يمكن أن ترى به فقط الى حدود 400 متر ( 435 ياردة )، ولا يمكن أن يستخدم بشكل كاف خلال العمليات النهارية في ظل انخفاض مستوى الرؤية.
عندما يتم التعرف على الهدف، يختار المدفعي ذخيرة إما OG-15V أو PG-15V اعتمادا على نوع الهدف. عادة، فإن مدفعي BMP-1 يعتمد على المحمل التلقائي ولكن النظام معقد، وعرضة للتوقف، وهكذا، فإن العراقيين في حرب الخليج الثانية (مثل الكثيرين من الذين صدرت لهم BMP-1) قامو ببساطة بإزالة الملقم الآلي لأنهم وجدو ان في وسعهم تلقيم القذائف بشكل أسرع يدويا.

المواصفات العامة لل BMP-1

صورة جانبية و علوية لل BMP-1 ( الفرقة ميكانيكي الثالثة في الجيش العراقي السابق )

صورة خلفية وامامية لل BMP-1 ( الفرقة ميكانيكي الثالثة في الجيش العراقي السابق )

مركبة BMP-1 للفرقة الميكانيكي الثالثة توكلنا على الله  TAWAKALNA ALA-ALLAH :
في مركبة BMP-1، كان يجلس ثمانية افراد حظيرة مشاة ظهر لظهر  في الجزء الخلفي للمركبة وكان لكل افراد المشاة منفذ إطلاق نار خاص ومنظار رؤية  الذي يمكنهم من الاشتباك من دون تعريض انفسهم لنيران العدو أو عدم الخروج لأرض المعركة الملوثة بالاشعاع. مقصورة طاقم ( السائق، المدفعي، والقائد) يحميها نظام باز للحماية النووية  PAZ  للضغط المرتفع مع نظام الترشيح.
برج الرجل الواحد، كان يقع أمام مقصورة الطاقم قليلا إلى اليمين. بينما يجلس السائق في الجبهة اليسرى للمركبة و القائد  يجلس خلفه
بالنسبة للمشاة يمكنهم الدخول أو الخروج من المركبة من خلال بوابات سقفية  أو احد البابين الخلفيين .
و عادة ما تلون ال BMP-1 السوفيتية بالاخضرالداكن، بينما كانت BMP-1S العراقية تستعمل ظلال مختلفة من لون الرمال. وكان الحرس الجمهوري يشغل مجموعة متنوعة من المركبات  T-72S و BMP-1S بتمويهه الخاص. بالنسبة لل BMP-1S في الفرقة الميكانيكي الثالثة توكلنا على الله  TAWAKALNA ALA-ALLAH  فقد استعملت ومضات صفراء رسمت على جوانها و على البوابات الخلفية. وقد رسمت كل ومضة مع تعيين اللواء الأم بالأرقام العربية.

عودة الى الموصفات :

الطاقم: ثلاث افراد (السائق، المدفعي القائد)
المشاة: ثمانية افراد
الوزن القتالي: 15.3 طن
طول: 22 قدم و انش واحد
عرض: 9 اقدام و 8 انشات
الطول: 6 اقدام و 4 انشات

التسليح

السلاح الرئيسي:  مدفع  2A28 غروم املس عيار 73 ملم  نصف الي
معدل اطلاق النار في السلاح الرئيسي : 7-8 قذائف / دقيقة
زاوية الارتفاع في السلاح الرئيسي: + 33 ° / ° -4
جهاز رؤية المدفعي: 1PN22M1 بقدرات  (6× / 6.7×)
جهاز رؤية القائد : TKN-3B  بقدرات (4.2× / 5×)
رشاش متحد المحاور : عيار 7.62 ملم  PKT
ذخيرة المدفع الرئيسي : 40 طلقة
ذخيرة المدفع الرشاش: 2000 طلقة
الصواريخ الموجهة: 9M14M Malyutka-M (واحد جاهز، أربعة مخزنة)

قوة الحركة

نوع المحرك: UTD-20 ديزل  بست أسطوانات وأربعة اشواط
قوةالمحرك : 300 حصان
نسبة القوة إلى الوزن: 19.6 حصان / طن
سعة خزان الوقود: 122 غالون امريكي

أداء

ضغط الأرض: 8.9 رطل على البوصة المربعة
أقصى سرعة على الطرق المعبدة: 65 كلم / ساعة (40ميل/ساعة)
أقصى سرعة على المسالك الوعرة: 45 كلم / ساعة (28ميل/ ساعة)
أقصى سرعة في المياه: 8.0 كلم / ساعة (5.0ميل/ساعة)
أقصى مدى على الطرق المعبدة : 600 كلم (375 ميلا)
استهلاك الوقود: 0.38 غالون امريكي لكل ميل
قدرة التدرج: 35 درجة (25 درجة على المنحدرات الجانبية)
تجاوزالعقبة العمودية: بطول قدمين و 4 انشات
قدرة عبور الخندق: بعمق 8 اقدام و انشين
الخلوص الأرضي: قدم و 3 انشات


مصدر الصورة الاولى هو كتاب  БМП-1
و مصدر المقال و باقي الصور هو كتاب BRADLEY VS BMP